تقارير

صفقة سعودية حوثية.. ترتيبات متقدمة وتحذيرات من النتائج

25/04/2024, 06:47:04

تتسارع الخطى نحو وضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الأممية، التي تحمل في مضمونها تفاهما وتقاربا حوثيا - سعوديا، لم يكن يتوقعه أحد، لا سيما إن استعدنا شريط الذكريات للعام الذي انطلقت فيه عاصفة الحزم، وتهديد الطرفين بالقضاء على الآخر، إذ تعهد الأول بإعادة الشرعية إلى صنعاء، فيما توعد الآخر بالحج ببندقيته في مكة.

الخارطة الأممية، التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بما حظيت من تأييد يمني وإقليمي ودولي، تعود إلى الواجهة بعد وقت مستقطع قصير، بسبب أحداث غزة وتصاعد التوترات في البحر الأحمر.

تفيد الأنباء الواردة بوجود تحرك واسع لإعادة دفع العملية السياسية مجددا، بعد تقديم الحوافز لمليشيا الحوثي من قِبل الأمريكان، مقابل تعهدها بوقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر.

وزير الثقافة السابق، مروان دماج، حذّر مؤخرا من صفقة كبيرة بين السعودية ومليشيا الحوثي لا يُعرف حجمها، وقد تكون حد وصفه "صفقة العمر" بالنسبة للمليشيا، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي يبدو مجاريا للرغبة السعودية، رغم أن السياسة الأمريكية قد تقتضي إضعاف المليشيا الإيرانية قبل أي تفاوض وصفقة مع طهران.

- الخاسر الوحيد

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة، د. فيصل الحذيفي: "إن ما أثاره وزير الثقافة السابق، مروان دماج، هو ما أثاره أيضا غيره من الوزراء السابقين، الذين شعروا بالورطة اليمنية، مثل عبدالعزيز جباري، والميسري، والجبواني، والصايدي".

وأضاف: "هناك شخصيات رسمية كبيرة أعطت رسائل مشفرة وبعضها واضحة، أن هناك غدرا بالدولة اليمنية وبالشعب اليمني، وبالسلطة الشرعية، نحو مصالح تخدم الإقليم، ولا تخدم الشعب اليمني".

وتابع: "المفاوضات، اليوم، تأخذ مسارين، مسار يخص السعودية ومليشيا الحوثي، وتحرص السعودية كل الحرص على أن تخرج من هذه الحرب، ولا يهمها الدولة اليمنية، والطرف الذي وضع موضع الشرعية، وإنما يهمها الأطراف، التي تهدد مصالحها، ومليشيا الحوثي هي الطرف الأكثر قدرة على إيذاء السعودية، وأي دولة خليجية".

وأردف: "السعودية والإمارات رمت بالشرعية خلفها ومضت في اتفاقية إقليمية، لتسوية الوضع مع مليشيا الحوثي، وهذا هو الخطير، حيث إن الحرب توقفت بين السعودية ومليشيا الحوثي، والتهديدات بين المليشيا والإمارات، لكنها في الداخل اليمني لم تتوقف، فالحرب لا زالت مستمرة، ومليشيا الحوثي تهدد أي جبهة تريد، وأي مدينة تريد".

وزاد: "الحكومة اليمنية، منذ فترة كبيرة، أو قفت تصدير النفط والغاز، وهو المورد الذي كان يمد الموازنة العامة للدولة، بأموال قادرة على تشغيل الإدارة؛ بسبب تهديدات المليشيا، بينما السعودية لم تمنح الحكومة اليمنية حق اتخاذ القرار، ولم تمنح الجيش اليمني السيادة في اتخاذ القرار، ولم تمنح الطرف اليمني الشرعي حق استيراد السلاح للدفاع عن نفسه، وعن منشآته".

وقال: "العمانيون كانوا هم الطرف الوسيط، بين السعودية ومليشيا الحوثي من جهة، وبين السعودية وإيران، لذا هم ليسوا بعيدين عن إدارة المشهد والتسوية الحالية والمستقبلية".

وأضاف: "كنا نتحدث أن الملف اليمني بيد الرباعية، واليوم نحن نؤكد أن الملف اليمني، أصبح بيد الخماسية، بحيث إن عُمان أصبحت طرفا بضوء أخضر بريطاني - أمريكي،  وبرضا سعودي - إماراتي، وأيضا برضا إيراني لتذليل التقارب بين السعودية وإيران، والخسران الوحيد من هذه العملية كلها والتسوية، هم الشعب اليمني والدولة اليمنية".

وتابع: "تصريح المبعوث الأمريكي أن السلام في اليمن لن يكون ممكنا دون مشاركة دول الخليج، هو تصريح يفهم منه بوضوح أن القلق الإقليمي هو المواجهات الحاصلة عسكريا ما بين السعودية ومليشيا الحوثي، الأمر الذي سيشكل خطرا على الدول النفطية التي تزوّد الآلة الغربية والمصانع الغربية والاحتياج الغربي، وسيهدد الممرات التجارية المائية، التي تمر عبر باب المندب".

وأردف: "أمن السعودية هو أمن بريطاني - أمريكي من الدرجة الأولى، فهي المسؤولة عن حماية هذه المنطقة، باعتبارها هي الوصية دوليا عليها، وتركوا وصاية السعودية على اليمن، كنوع من التقاسم".

- الحل العسكري هو الحل

يقول رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، الصحفي فتحي بن لزرق: "أنا شخصيا، خلال السنوات الماضية، كنت أعتقد أن أي توجّه من التحالف نحو إبرام سلام مع مليشيا الحوثي، أو الضغط على الحكومة الشرعية لإبرام عملية سلام، ستكون عملية سهلة وميسرة".

وأضاف: "لكن التحرّكات الأخيرة لمليشيا الحوثي، خلال العام الأخير، توضح بما لا يدع مجالا للشك، أن الجماعة لن تذهب إلى السلام، وإن ذهبت فهي ستذهب إلى سلام مشلول ومجزأ ومقسم، طويل الأمد كثير العقبات مليء بالمشاكل والتناقضات".

وتابع: "هذه الجهود -خارطة الطريق- لن تفلح في إبرام أي سلام حقيقي مع مليشيا الحوثي؛ لأن هذه المليشيا تؤمن إيمانا حقيقيا بأن أي سلام ربما سينهي أي سيطرة عسكرية لها؛ لأنه سيدفع الجميع نحو شراكة وطنية وحكومة وحدة وطنية، ومن ثم الذهاب إلى تسوية سياسية وانتخابات وغيرها، وهذه عوامل تهدد بفنائها".
 
وأردف: "في الواقع، جميع الأطراف اليمنية تتخوف من أن بعد 10 سنوات حرب، فجأة يقرر التحالف بقيادة السعودية، أنه سيترك الجميع لمواجهة الحوثي، وللأسف الشديد لن تكون هناك مواجهة عادلة أو منصفة في مواجهة المليشيا".

وزاد: "المعركة، التي يخوضها التحالف وتخوضها الحكومة الشرعية هي معركة الجميع، وفي الأخير مليشيا الحوثي لا تهدد الأطراف اليمنية فقط أو الشرعية وحدها، وإنما هي تهديد للإقليم والمنطقة بكاملها، وعلى جميع هذه الأطراف أن تدرك أن أي ذهاب إلى تسوية سياسية غير منصفة، وغير عادلة أو غير منطقية، فإن الضرر سيلحق بالجميع داخل اليمن وخارجها".

وقال: "الحسم العسكري ضد مليشيا الحوثي هو الخيار الأساسي والمهم، ما لم تستجب لنداءات السلام، مع أن كل المؤشرات الواضحة، خلال الفترة الماضية، تؤكد أن هذه المليشيا لن تذهب إلى أي عملية سلام، وسترفض أي عملية سلام".

- مخطط أمريكي إيراني إسرائيلي

يقول رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني سابقا، اللواء محسن خصروف: "إن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تأتي وفق المخطط الأمريكي كجزء من النسق العام للمخطط الأمريكي في المنطقة، لاستكمال السيطرة على البحر الأحمر والبحر العربي، والمحيط الهندي، والخليج العربي".

وأضاف: "الهجمات على السفن في خط الملاحة البحرية لن تضر أمريكا ولا إسرائيل، والمتضرر الأول منها هي اليمن، وموانئها، وأيضا جمهورية مصر الشقيقة، إذ انخفضت عائدات قناة السويس بنسبة 60% وهذا رقم مهول، أما إسرائيل لم ينلْها شيء، سوى البروباجندا الأمريكية والغربية من أجل حشد الدعم لإسرائيل".

وتابع: "ما يجري في البحر الأحمر مخطط له تماما من قِبل أمريكا وإيران وإسرائيل تستهدف الإضرار بمصالح واقتصاد المنطقة العربية، على رأسها مصر واليمن، وغيرها من الدول الصديقة، كاليابان والصين وماليزيا، التي لا تؤيد إسرائيل".

وأردف: "مليشيا الحوثي خارج الحسابات الوطنية، وهي جزء من خذه اللعبة، أو في إطارها، سواء تدرك ذلك أو لا، فالمهم أن ليس هناك أي مصلحة للفلسطينيين، ولا للمنطقة العربية، ولا لليمن، ولم يتضرر الإسرائيليون، ولا الأمريكان من هذه العمليات، بل نؤكد أن أمريكا تستفيد من هذه العمليات بدرجة أولى".

تقارير

أكثر من 600 ألف نازح عادوا إلى تعز.. نسيان وصعوبات تثقل كاهل العائدين

رغم استمرار وتيرة النزوح في البلاد، خلال السنوات الأخيرة، شهدت مدينة تعز تزايدا ملحوظا في أعداد النازحين العائدين إلى ديارهم، وسط تفاقم ملحوظ في منسوب الصعوبات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، التي يواجهها العائدون في المحافظة الأكثر سكانا ودمارا وفقرا وبطالة.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.