مقالات

حرب ضد الصحفيين داخل حرب

06/06/2022, 19:32:56

من دواعي سرورنا اليوم أن زميلنا أبو بكر المحضار، مراسل قناة "بلقيس" في شبوة، تعرّض للتعريض والشتم والإهانة والضرب بأعقاب البنادق ولم يطلق العسكر عليه النار أو يصيبوه بأي أذى.

في اتصال هاتفي، قلت له -وأنا أزفر بوتيرة ثابتة، وبعد أن سمعت صوته واطمأننت عليه- صرنا نمتلك رفاهية الاعتداءات ونفرح "سلامتك أهم من أي خبر يا صديقي، يجب أن تكون حذرا".

استرخيت بعدها من صدمة الخبر، لأسترجع تقارير نقابة الصحفيين وراصدين حقوقيين وثّقوا -خلال سنوات الحرب السبع- قتل 50 ما بين صحفيين ومصوّرين منذ انقلاب مليشيا الحوثي 2015 حتى الآن، وهو عدد يفوق قتلى الصحفيين الفلسطينيين منذ عام 2000، إذ تقول بيانات صحفية فلسطينية إن 48 صحفياً قتلوا خلال عشرين سنة.

بالنسبة للصحافة اليمنية هذا رقم مفزع، ويثير مخاوفنا، كلّما تذكرنا زملاءنا، بعضهم اغتيل بالسُّم.

نحن -خلال سبع سنوات من الحرب فقط- في "بلقيس" فقدنا أربعة من زملائنا بهجمات حوثية بالصواريخ والقذائف، أحدهم وضعه الحوثيون مع عدد من المدنيين في ذمار دروعا بشريّة (لهم الخلود).

كرم الجريمة البالغ هذا الذي مدنا به الانقلاب على الدولة.. والحرب على وجه الخصوص ضد البيئة الصحفية من سوء حظنا أنها لن تتركنا سليمي العقول.
 
دوما ما أقول إن الصحفيين أمسوا بحاجة إلى إعادة تأهيل نفسي في زمن مصاصي الدماء المتجاسر على جيل مأساوي، أغرقتهم كغيرهم من أبناء الوطن في الهبة الوبائية الهستيريا الحوثية.

ما من حرب انقلابية تترك انطباعات جيّدة على حياة صحفيين يخوضون غمارها شهودا على بشاعة قادتها، وعصاباتهم من يرددون بإخلاص شعارات الموت أكثر من الحياة، وكم يكشف هذا عن نزعتهم الدّموية الكامنة للقتل.

طقمان من قوات الأمن العام اعتدت على أبو بكر، وحاولت اختطافه، ومصادرة تلفوناته ومعداته.
 
أبو بكر صحفي من قليلين في شبوة، المحافظة المتفرّدة بأخلاق وشهامة أبنائها، حيث تدخّل عدد منهم لوقف الاعتداء، وإنقاذ زميلنا لينتهي الموقف بمغادرتهم، بعد فشل فض وقفة احتجاجية لأفراد من القوات الخاصة، خرجوا مغاضبين لتنفيذ اعتصام للمطالبة بمرتباتهم، بعد أن توقفت، وكان المراسل ينقل الحدث.

تكشف هذه الواقعة وغيرها أن هناك ما هو أقسى من أخبار الحرب، إذا لا يتصوّر العقل أن هناك جنديا مقهورا جائعا مستضعفا ومستلبا يخدم سلطة فاسدة محتالة تنهب قوت أولاده، وليس لديه القدرة على فعل شيء لنفسه سوى فش الغل والانتقام من الصحفي الذي يقف معه في الصف نفسه لانتزاع حقه،
لكن من يدمن العبودية والرضوخ لا يحسن العيش بكرامة.

سلاما وتحية لكل زملائنا في الوسط الصحفي الذين يتعرّضون لهجمات همجية في مختلف المحافظات.

ونؤكّد أننا سنلاحق هؤلاء المعتدين، ونحتفظ بحق مقاضاة الجهات التي تحرّض وتدفع بعناصرها لارتكاب مثل هذه الجرائم.

مقالات

أبو الروتي ( 14 )

كان المعهد العلمي الإسلامي يتبع الشيخ محمد سالم البيحاني -خطيب وإمام مسجد العسقلاني في كريتر- وكان مدير المعهد هو الأردني ناظم البيطار، الرجل الذي كان مجرد ظهوره يثير فينا الرعب.

مقالات

ما العمل؟

عندما قرأ مقالي «ماذا ننتظر كيمنيين؟»، عَقَّبَ الأستاذ المفكر الإسلامي زيد بن علي الوزير بسؤال: «ما الحل؟»، و«ما المخرج؟»؛ وهو «سؤال العارف». وقد وردَ في الأثر: "ما المسئول بِأعلمَ مِنْ السائل".

مقالات

"أيوب طارش".. اسم من ذهب

ما أكثر ما تعرَّض أيوب طارش لعداوات ساذجة من بعض المحسوبين -بهتانا- على رجال الدين، وخطباء المنابر المنفلتة، ليس آخرهم عبد الله العديني، الذي أفسد دينه ودنياه وآخرته بإثارة قضايا هامشية لا تهم أحدا سواه

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.