تقارير

ما بين سجون الأسد ومليشيا الحوثي.. وحشية التعذيب وإساءة معاملة المعتقلين

11/12/2024, 08:51:32

بالتزامن مع "اليوم العالمي لحقوق الإنسان"، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية لجنة شؤون الأسرى الحوثية ورئيسيها، عبد القادر المرتضى، في قائمة العقوبات؛ لتورطهم في انتهاكات ضد المختطفين والمحتجزين في السجون التي يديرها الحوثيون.

برز اسم عبد القادر المرتضى -رئيس اللجنة الحوثية لشؤون السجناء- كرمز لوحشية المليشيا، في التعذيب الوحشي وإساءة معاملة المعتقلين، واستخدامهم كأوراق ضغط سياسي.

هذه المفارقة تسلِّط الضوء على نهج مليشيا الحوثي، الذي يعتمد على القمع والانتهاك المنهجي لكل القيم الإنسانية، وما كشفته حالة المعتقلات والسجون في سوريا بعد طرد نظام الأسد تعكس السجل الحقوقي لكلا النظامين.

- لا اختلاف

يقول الكاتب والإعلامي والمعتقل السابق في سجون مليشيا الحوثي، حسن عناب: "ما يعيشه السجين اليمني في سجون مليشيا الحوثي لا يختلف كثيرا عن ما رأيناه ونراه اليوم في سجون بشار الأسد في سوريا".
 
وأضاف: "تلك الزنازين، وتلك الحالات النفسية، التي خرج بها السجناء، هي نسخة مما يجري في سجون الحوثي، غير أن الفارق فقط ربما في أن الحوثيين لم تكتشف سجونهم السرية بعد".

وتابع: "قرار إدراج لجنة الأسرى الحوثية في قائمة العقوبات جاء بعد أن صحا المجتمع الدولي من غفلته، وخاصة بعد أن قامت مليشيا الحوثي باختطاف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات، وإخفائهم وتعذيبهم، ولا زال بعضهم في السجون حتى الآن".

وأردف: "بعد هذه الممارسات، التي قامت بها مليشيا الحوثي، تكشَّفت بعض الملابسات لدى المجتمع الدولي، وعرف أن هذه المليشيا لا تفيد معها أي تسوية، أو مصالحة، ولا تعايش، ولا تؤمن بالعمل الإنساني".

وزاد: "هذا القرار، رغم أنه جاء متأخرا، لكنه في الأخير خير من أن لا يأتي، ولذلك نحن نرحب بالقرار، وندعو إلى مزيد من التمعّن في سيرة عبد القادر المرتضى، وغيره من منتهكي حقوق الإنسان، وخاصة كبيرهم عبد الملك الحوثي، والعصابة التي حوله، فجميعهم متورطون في جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان".

وقال: "إذا تم البحث وزيارة السجون، سنشاهد كوارث، فإذا كان -قبل فترة- وجدوا سبع جثث تقريبا مدفونة في أحد الكهوف في محافظة صعدة، وهم من الشباب الذين كانوا سجناء، وتم تركهم بداخل ذلك الكهف بدون أكل وشرب إلى أن فارقوا الحياة، وهناك غيرهم ممن تم نقلهم إلى صعدة، وانقطعت أخبارهم تماما، وكأنهم دخلوا إلى مثلث برمودا، لا يصل عنهم أي خبر، ولا زيارة، ولا يعلم أهلهم هل هم أحياء أم أموات؟".

وأضاف: "هناك من السجناء، الذين خرجوا من سجون الحوثي، وتوفوا بعد أيام من خروجهم، إثر التعذيب الذي تعرضوا له في السجون، وهناك أيضا المئات الذين فارقوا الحياة بداخل سجون مليشيا الحوثي، وتكتفي المليشيا بالاتصال بأسرهم ليأتوا لأخذ جثث أبنائهم".

وتابع: "البعض تفاجأوا بوفاة أبنائهم داخل السجون أثناء البحث عنهم طلبا للزيارة، كتلك الأم التي جاءت من مديرية سامع لزيارة ابنها عمر أحمد عمر أحمد عقلان السامعي؛ وتفاجأت أن ابنها قد توفي، منذ فترة، وهو في ثلاجة المستشفى، بكل برود سلموها الجثة لتعود بجثته، وهناك العديد من هذه المشاهد، وهناك من لا زالوا في ثلاجات الموتى، أو من رموهم على قارعة الطريق بعد طمس ملامحهم، ولا أحد يتعرف عليهم، ونحن نتوقع أي شيء من هذه المليشيا".

- أمِنوا العقاب

يقول الصحفي والمعتقل السابق في سجون مليشيا الحوثي، توفيق المنصوري: "في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يجب أن يهتم جميع الناشطين في مجال حقوق الإنسان، وجميع الصحفيين والمنظمات ووسائل الإعلام، بمسألة عدم إفلات المجرمين من العقاب، ليتم التخفيف عن الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات، خاصة في سجون مليشيات الحوثي".

وأضاف: "في هذا اليوم، يجب أن نلتفت إلى معاناة هؤلاء الذين يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم والانتهاكات من قبل مليشيا الحوثي، ومن قبل قيادة مليشيات الحوثي".

وأشار إلى أن "عبدالقادر المرتضى وقيادات الحوثي، الذين يقومون بهذه الجرائم، أمِنوا العقاب، بل ويتم قبولهم من قِبل المجتمع الدولي، ويتم التعامل معهم، رغم أنه قد تكشف لهم الكثير من الجرائم، التي ارتكبها عبد القادر المرتضى بنفسه، وكثير ممن هم أعضاء في وفد المليشيا في ملف الأسرى والمختطفين".

وتابع: "عبد القادر المرتضى مارس التعذيب بنفسه بشكل مباشر وممنهج ومنظم ومجدول، داخل السجن الذي يشرف عليه بشكل مباشر، والكائن في منطقة السبعين داخل معسكر الأمن المركزي، الذي يحوي ما يقارب 3000 مختطف، بالإضافة إلى أنه يشرف على سجون أخرى سرية لا يعلم عنها أحد، بعضها يتم معرفة بعض الأخبار عنها تسمى بيوت التبادل، وأخرى داخل بيوت السياسيين، التي سيطرت عليها المليشيا، وسجون أخرى مخفية، إما في بداريم معسكرات، وفي مناطق أخرى يشرف عليها عبد القادر المرتضى، ويتم ممارسة التعذيب فيها بشكل بشع".

وأردف: "في السجن، الذي نقلنا إليه في 2020، لا أحد يستطيع التواصل، ولا يوجد فيه زيارات، ولا أدوية، والغذاء فيه سيئ جدا، وكان عبد القادر المرتضى وإخوانه يقومون بممارسة التعذيب بشكل ممنهج".
وزاد: "عبد القادر المرتضى وأخوه المدعو أبو شهاب، المسؤول الأمني عن السجن، الذي هو ثلاثة أدوار، يتقاسمان أدوار التعذيب كل أسبوع لواحد منهما، وكل يوم يخرجا مجموعة من السجناء من أحد العنابر إلى منطقة تتوسط المبنى، ويقوما بتعذيبهم على مسمع السجناء، الذين يسمعون صراخ هؤلاء المختطفين، بهدف إثارة الرعب داخل هذا السجن".
 
وقال: "هناك تعذيب يمارس داخل غرف التحقيق؛ لا تعرف من الذي يقوم بتعذيبك، وأنت مغطى على عينيك بقطعة قماش، ويديك مقيدتان إلى خلف ظهرك".

وأضاف: "يتم استخدام الكهرباء، يتم إيهامك بالقتل، يتم استخدام الهراوات لضربك، واللطم والركل، واستهداف المناطق الحساسة في الجسد، وكل أنواع التعذيب تمارس داخل غرف التحقيق".

وأوضح: "هناك نوع آخر من الاعتداء يتم خارج إطار غرف التحقيق، وعادة يتم في المناطق التي تقع وسط السجن، وكانت تسمى في بعض السجون شماسي".

وتابع: "هذا التعذيب عادة يتم من المشرفين على السجون؛ مثل عبد القادر المرتضى وأخيه، وفي سجن الأمن السياسي مثل يحيى سريع، وفي سجن احتياط هبرة، من قبل أبو علي مشرف السجن، وفي احتياط الثورة من قبل أبو أحمد، ومن قبل أبو خليل".
واستطرد: "هؤلاء الأشخاص المشرفون على السجون يجب أن يثبتوا أنهم متوحشون ليظلوا في أماكنهم، يجب أن يثبتوا ولاءهم لمليشيا الحوثي عن طريق تعذيب السجناء، وعدم إبداء أي رحمة، ومن يقوم بالتعذيب أكثر، ويظهر وحشيته، يتم ترقيته".

وأردف: "هذه هي السياسة الخطيرة والمرعبة داخل سجون مليشيات الحوثي"، مشير إلى أنه "لكي تترقى في سلم الجماعة يجب أن تكون متوحشا؛ يجب أن تمارس تعذيبا أكبر، يجب أن لا تظهر عندك أي ضعف، وأي نظرة إنسانية".

تقارير

كيف يمكن تفسير الصمت الدولي تجاه التهديدات الإسرائيلية بتدمير اليمن؟

توعد وزير دفاع الكيان الصهيوني، بشكل سافر، بتدمير صنعاء والحديدة، كما فعلوا في غزة ولبنان، ومر التهديد دون أي إدانة أو تنديد دولي، وبالمقابل تحاول ميليشيا الحوثي، تقديم نفسها كما لو كانت قوة إقليمية، بمواصلة هجماتها في البحر الأحمر غير آبهة بما قد يدفعه الشعب اليمني من ثمن نتيجة لهذا الجنون.

تقارير

قرار مختطف وأطراف قابلة للارتهان.. آفاق السلام أم الحرب؟

بات الحوثي لاعبا رئيسيا على المستويين المحلي والدولي، مستغلا هشاشة الأطراف المناوئة، وتعقيدات المشهد السياسي، فارضا حضوره كقوة مهيمنة في معادلة اليمن المعقّدة، فيما تتصاعد الأزمة ويسعى اليمنيون للحاق بتطورات اللحظة السورية.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.