تقارير

ما وراء تهديدات إيران باستهداف دول الخليج وحلفاء أمريكا بالشرق الأوسط؟

12/10/2024, 10:36:26

هددت طهران -عبر قنوات دبلوماسية سرية- باستهداف دول الخليج العربي الغنية بالنفط، وحلفاء أمريكا الآخرين في الشرق الأوسط، إذا سمحت لإسرائيل باستخدام أراضيها، أو مجالها الجوي لشن هجوم على إيران، وفق ما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأمريكية.

الدول المعنية بالتحذير، أو التهديد، الإيراني شملت السعودية والإمارات وقطر والأردن، وفقا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

حيث نقلت "وول ستريت"، عن المسؤولين قولهم، إن الدول المقصودة بالتحذير الإيراني أبلغت واشنطن أنها لا ترغب في استخدام بنيتها التحتية ولا مجالها الجوي في أي عمليات هجومية ضد إيران.

في السياق، نقلت وكالة "رويترز:، عن دبلوماسي إيراني، أن طهران أرسلت رسالة واضحة إلى السعودية مفادها أن حلفاءها الحوثيين في اليمن وآخرين في العراق قد يردون إذا كان هناك أي دعم إقليمي للاحتلال الإسرائيلي ضد إيران.

- حرب نفسية

يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح: "هذا التحذير الإيراني يأتي ربما من قبيل الحرب النفسية، التي تمارسها طهران على جيرانها، ومن قبيل أيضا الحرب النفسية التي يمكن أن تكون حربا نفسية دفاعية من أجل أن تظهر بأن الخراب سوف يكون عاما".

وأضاف: "الإيرانيون دائما يصرحون بأن انفجار الوضع سيكون بشكل كبير، ونحن نتفهم طبعا هذه التصريحات الإيرانية في سياق التحذير من ضرب طهران؛ لأنهم يعيشون في حالة قلق".

وتابع: "لكن أنا لا أتصور أن إيران يمكن أن تجازف بضرب كل هذه الدول مجتمعة، وأنها يمكن أن تكون لديها القوة لضرب عدد من الدول، التي لديها إمكانات دفاعية كبيرة، ولديها أيضا تحالف، ولكن هذا يأتي في سياق الضغوط الإيرانية لمنع شن مثل هذا الهجوم".

وأردف: "إذا كانت هذه التصريحات صحيحة، فأعتقد أنه لا داعي لها؛ لأنه بالنسبة للدول العربية هي أعلنت أكثر من مرة بأنها لا يمكن أن تسمح باستخدام أراضيها، أو أجوائها لشن أي هجوم من الطرفين، سواء من جانب الإيرانيين، أو من جانب الإسرائيليين".
 
وزاد: "أعتقد أن اللقاءات الأخيرة، التي جمعت وزير الخارجية الإيراني بمسؤولين خليجيين ووزراء الخارجية، سواء كان في الدوحة أو كان في الزيارة الأخيرة للسعودية، هي ربما تصب في هذه الترتيبات".

وقال: "إيران -في الأخير- غير معنية بتوسيع الصراع مع دول الخليج؛ لأنها -على الأقل- تريد أن تحيّد أكثر ما يمكن تحييده من جبهات، ولن تفتح جبهات أخرى ضدها".
 
وأضاف: "إيران حريصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وهي داخلة معها في اتفاقات، بضمانات صينية، ولا أتصور أن الوضع يمكن أن ينفلت، لكن الإيرانيين يستخدمون مثل هذه التسريبات، التي يشيرون إلى أنها عبر مسؤولين غير معروفين، أو عبر قنوات سرية، مع أن لديهم سفارات في دول الخليج، فكيف يمكن أن نقول عبر قنوات سرية؟ القنوات السرية هذه تأتي بين الدول التي ليس لديها علاقات دبلوماسية".

وتابع: "الخبر -في حد ذاته- يعني يحمل المزيد من الشكوك، وربما أراد الإيرانيون نشر مثل هذا الخبر على أن لا يتحملوا تبعات مثل هذا الخبر".

- حرب إقليمية مصغّرة

يقول الكاتب والباحث العراقي، جاسم الشمري: "ما يجري اليوم هو حرب إقليمية مصغرة، نحن نتحدث عن خمس دول في مواجهة الكيان الإسرائيلي، وهي إيران وأربع دول: اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهذا يعني أننا أمام حرب إقليمية مصغرة".

وأضاف: "ربما هذا الأمر سيتسع بعد أن رأينا الكيان الصهيوني وجّه ضربات للجيش اللبناني، وهذا يعني أنه لا يمكن لبعض المتابعين للشأن اللبناني أن يقولوا إن الضربات موجهة ضد حزب الله فقط، وأعتقد أن الحرب ستأخذ منحا آخر".

وتابع: "أنا أعتقد أن القضية لا تدخل ضمن إطار الحرب النفسية؛ لأن إيران سبق لها وأن نفذت العديد من الضربات على المملكة العربية السعودية والإمارات عبر الحوثيين من جهة، وعبر الجماعات المسلحة العراقية من جهة أخرى".

وأردف: "نحن نتحدّث عن عمليات سابقة وقعت في المنطقة، وليست مجرد حرب نفسية تستخدمها إيران في هذا الباب".

وزاد: "التهديدات الإيرانية واضحة، وأذرع إيران قريبة من دول الخليج، كما هو معلوم، وبالتالي ربما الأمر فيه رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية".

وقال: "الحوثيون ضربوا أرامكو في السابق ضربة قاسية جدا، وضربوا عدة مرات الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي أظن أن إيران لا يمكن أن توجّه ضربات بشكل مباشر، وإنما ستوجّه هذه الضربات عبر أذرعها في العراق واليمن".

تقارير

كيف وصلت مليشيا الحوثي إلى بناء الثروة التي توجهها لتمويل أعمالها العسكرية؟

تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي المعني باليمن يكشف عن استغلال مليشيا الحوثي كافة موارد الدولة، وفرض الإتاوات غير القانونية، والاستيلاء على أصول ورؤوس أموال خصومها السياسيين لبناء اقتصادها الخاص.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.