مقالات
عبدالباري طاهر وقوة القدوة الشخصية
مضت فترة طويلة وأنا أحاول الكتابة عنهُ، الكتابة عن عبدالباري طاهر، وكلما اقتربت، أجد نفسي أبتعد، وأتهيب الدخول إلى عالمه والإحاطة بأطرافه.
سيرة حياة تدهشك، وتأخذ بألبابك، وتتركك مذهولاً أمامها وحائراً، ومترددا في اختيار مدخل مناسب لإعادة ترتيبها في ذهنك، واكتشاف مفاتيحها.
وكلما حاولت، أجد نفسي أؤجل هذا التحدي.
ولوضع نفسي أمام تحدٍ مُلزم كهذا، ومحدد بتوقيت معين، اخترت مناسبة وجدتها أمامي بالصدفة؛ مناسبة عيد ميلاده. ولا تسألوني عن عمره، فمثل هكذا "طاهر" لا يتحدد بالزمن، ولا مجال لأن تحسب عمره بالسنوات، وإنما بالأثر الذي تركه في الناس والبلاد والحياة من حوله.
تمسكت بمناسبة عيد ميلاده ليكون ذلك ملزما لي في إنجاز كتابة مؤجلة عن الأستاذ عبدالباري طاهر، وكأنها حالة تحدٍ.
لكي تقوى على الكتابة عن عبدالباري طاهر تحتاج لتصفية كل ما يشغلك، وحشد كل قواك، والاستعداد لشيء يشبه اختبارا مفصليا لقدرتك على النفاذ، واستقصاء أبعاد شخصية نادرة، سمتها البساطة، والعطاء السخي، شخصية تفيض بالمحبة والتوحد بكل ما هو جميل في الحياة.
من أين أبدأ؟
من عبدالباري طاهر الصحفي ورئيس التحرير، وأحد أبرز مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين، أم عبدالباري طاهر الكاتب والناقد وأحد الأسماء الأولى التي أسست اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين؟
هل عن عبدالباري طاهر الحزبي المنتمي الذي عرف الانتماء الحزبي كمبدأ وقضية ولم يصب بداء النخب الحزبية ولم تلوثه أمراضها، أم عن عبدالباري الباحث والحقوقي الذي لم يحدث أن ابتلع لسانه يوماً عن نُصرة مظلوم، والتضامن مع ضحايا القمع ومصادرة حرية الرأي، ولم يصمت عن قول الحق في أقسى سنوات القمع وتكميم الأفواه، والزج بأصحاب الرأي والمعارضين في المعتقلات والزنازن المُظلمة؟
- الإنسان أولاً وأخيراً
تجده في الثمانين، ومع ذلك في ذروة عطائه واتزانه وامتلائه وحضوره الفعال.
الاتزان هنا ليس نقطة ثابتة لا تتغيّر. إنها قدرة الإنسان الممتلئ على إعادة إنتاج نقاط توازنه باستمرار، مع تغيراته ونموه وتحولات الحياة من حوله.
يتغير ولكن مبادئه وموجهاته ثابتة.
حركيته الحيوية تتجلى في انعكاسات صورته في الجدران التي يمر بها "الأزمنة والأحداث والمواقف"، لكنها تعكس صورته هو في حركيّته الفائضة بالحيوية، لا صورته الثابتة، ولا صورة أخرى، لا تشبهه ولا تعبّر عنه.
يمضي راجلاً، ملتصقاً بالأرض، وكأنه جزء منها، ويستمد قوته من وقوفه عليها بقدمين لا تعرفان التعب. كأنه جزء من صنعاء، اليمن، وحالة متماهية في فضائها العام، ثقافةً، أدبا، سياسة، وفعالية شاسعة لا مجال لتخيّل حياة عامة متعافية بدون حضورها المؤثر لأكثر من ستة عقود.
هو يشبه الدكتور أبوبكر السقاف في جوانب عديدة، لا في حضورهما الجسدي راجلين فحسب.
كلما رأيته يعد الخُطى ملتصقاً بالأرض أتذكر أسطورة يونانية عن هرقل؛ يقال إنه في إحدى معاركه مع خصم عنيد، كان كلما أوشك أن يصرع خصمه ينطرح الآخر متشبثاً بالأرض، ويقوم بكامل قوته كأنه في بداية المواجهة. عندما انتبه هرقل لهذا التجدد في قوة الخصم، كلما التصق بالأرض رفعه في الجولة التالية بيديه عاليا، وظل يضربه حتى قُضي عليه.
لا أدري ما الذي جاء بهذه الأسطورة إلى ذهني، بينما أفكر في عبدالباري طاهر، وحضوره الفعال المديد فوق الأرض اليمنية. حضوره الذي لم ينهزم أمام غول الحياة، الحياة التي تفل الحديد مع مضي الزمن، وتضعف أمامها قوى الفرد، وتنضب قدراته على المقاومة.
والأرض اليمنية هنا، مجاز لفعاليّته العامة، بقدر ما هي جزئية جانبية للتهامي المشاء الذي يمضي ثابتاً على قدمية، مكتسباً القوة من الأرض، بمعناها المباشر والمجازي، مشاءً ومثقفاً موسوعياً وموقفاً وحضورا فعالا في مناحي عديدة للفضاء العام في اليمن.
عندما يتحدث عبدالباري طاهر، تتكثف شخصيته كلها في نبرة صوته. لثغة الراء عنده لا شبيه لها. يتحدث دونما ضجيج، وفي كلماته تحس بالحكمة وتدهشك الرؤية الناضجة، نبرة المحبة وقد تمازجت مع العنوان الذي يتحدث عنه، أياً كان مجاله، في السياسة أو الثقافة والأدب، أو حتى في حديث عابر تتبادله معه كيفما اتُفِق أثناء مصادفتك له في أحد شوارع صنعاء.
-سيرة حياة لا تُحصى
لا أحبذ الكتابة السيرية عن شخصيات عامة أراها تنطوي على ما يُغري بالكتابة عنها، ترميزها، وتأكيد مكانتها في الذاكرة الجمعية لشعب أشد ما يكون حاجة لرموز قيمية جامعة تعيد له ثقته بالعمل العام في زمن سقوط النخب والانهيار الكبير للبلد بكل ما فيه.
آخرون بإمكانهم أن يتناولوا بتسلسل تاريخي سيرة عبدالباري طاهر، بدايةً من خمسينات القرن الماضي، وحتى اليوم. وفي هذه السيرة ما ينتظر الكتابة عنها، الكتابة عن عبدالباري طاهر طالباً في مكة يحوم في مكتبة الحرم "كان فيها قسم عن الإلحاد خصصه المشرفون عليها لمن يريد أن يطلع عليه بهدف الرد على ما فيه من كتابات".
الكتابة عن المنتمي لليسار بداية الستينات، وتأثير رجل مجهول عليه، يُدعى طاهر رجب "مثقف وحزبي يساري واقتصادي، وكان رئيس البنك اليمني للإنشاء والتعمير، وأحد مؤسسيه"، لا يعرف الناس في هذه البلاد الكثير عنه، وكأنهم بلا ذاكرة عن كل ما ينفعهم ويعزز تماسكهم كبلد ومجتمع وحُلم ينتظر التحقق.
أميل في طريقتي للكتابة لالتقاط مفاتيح محددة للدخول في عالم "الشخصية" دونما تنميط مكرور للسيرة التاريخية ومراحلها.
أرى السيرة "مادة خام" تُلهم الكاتب، أو هكذا ينبغي أن تفعل، لا أن يتكئ عليها، ويكررها بأسلوب مملول وبارد.
جاء عبدالباري طاهر من خلفية علمية عُرِفت بها تهامة؛ علمية هنا تُحيل إلى علوم الفقه واللغة والتراث بكتبه الكلاسيكية المتوارثة، التي كانت مقياس المعرفة في زمنها، واستمرت كذلك حتى منتصف القرن الماضي، مضافا إليها إرث التصوف كفلسفة وسلوك ومعتقد روحاني في تهامة، التي نشأ فيها عبدالباري طاهر، وتفتح فيها وعيه، وقضى فيها طفولته.
حماية الناس وحفظ حقوقهم ملمح جوهري في شخصيته، وهي السمة التي قادته لاحقاً إلى الحضور الفاعل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة.
ثقافة عبدالباري طاهر الدينية متحررة من كل قيود التقليد والتزمّت، وتنتظم حول الإنسان ومقاصد الدين "الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية" باعتبارها مقياساً وغاية.
علمانيته رحبة وواسعة، ويساريته ذات مضمون كفاحي إنساني وثقافي متخفف من النبرة الحادة والتطرف الأجوف، ولم تتجمد عقليته مثل كثيرين غيره، يتبدى الانتماء الحزبي عندهم كأنه قالب حديدي أعاقهم عن النمو والتطور، وحوّلهم في نهاية المطاف إلى خردوات سامة خارج دائرة الفعل والعصر والتاريخ.
هو حزبي، ولكن لا تستطيع تعريفه من زاوية الحزبية، التي لا تعدو أن تكون مفردة في مصفوفة واسعة تشكل شخصية إشكالية أهم مفاتيحها عبدالباري المثقف الموسوعي، والكاتب المنتمي لقضايا العدالة والمساواة، وداعية حقوق الإنسان الذي تجده دوماً في صف المظلومين والمفقرين، والمنتهكة حقوقهم وآدميّتهم.
سيكون على من يكتب عن اللحظات التأسيسية لأهم كيانين نقابيين في اليمن (اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين، ونقابة الصحفيين اليمنيين ) أن يضع الأستاذ عبدالباري طاهر في متن هذا التأسيس، مثلما هو أيضاً في قلب الحياة الأدبية والصحفية في اليمن خلال العقود الستة الماضية.
بإمكان الكاتب المهتم بسيرة شخصية إشكالية كشخصية عبدالباري طاهر أن يغوص في طيف واسع من الحضور الفعال الذي أنجزه في حقول عديدة؛ الصحافة والثقافة والأدب والسياسة والحقوق، وكلها مجالات خصبة للكتابة، عن عبدالباري طاهر، ومن خلاله عن الحياة العامة التي كانت هذه العناوين جزءاً منها.
"الإحاطة بشخصية شاسعة غير ممكن في مقالة عابرة كهذه"، هذا ما يجعلني أكتفي بتأملها، بحركية متخففة من الانضباط بالترتيب الزمني والموضوعي للسيرة الشخصية وتحولاتها.
أتأمل عبدالباري طاهر، مستعيناً بمفاتيح فلسفية كهذا القول النيتشوي الذي يرى أن مستوى الثقافة بقدر ما يرتفع لدى الإنسان، يصبح كل شيء مهماً في نظره.
«يغدو قادراً على العثور بسرعة على الجانب المفيد للأشياء وإلتقاط العنصر الذي يمكنه من أن يسد ثغرة أو إن يدعم فكرة ما. هكذا يختفي الضجر شيئاً فشيئاً، وكذلك يتقلص التهيج المفرط للأحاسيس، ويغدو بالنهاية متنقلاً بين الناس تنقُّل باحث في العلوم الطبيعية بين النباتات، ولا ينظر حتى إلى نفسه إلا كظاهرة لا تثير فيه سوى غريزته المعرفية».
-لا ينتظرُ جزاءٍ ولا شكوراً
الكل مهموم بتكريمه وهو غير آبه بأي تكريم. في 2014 اجتمعت 200 شخصية عامة في محاولة لفعل شيء يوصل رسالة لرجل كبير وواسع العطاء، أن الجميع يدركون مكانته وحضوره، ويتوقون لفعل شيء يعبّر عن محبتهم له. كانت هذه واحدة من عدة محاولات، ونتج عتها كتاب أعده وحرره تهامي آخر، ومثقف موسوعي على خطى عبدالباري طاهر، وفي مداره نفسه، هو الأستاذ علوان الجيلاني.
عبدالباري طاهر نوع مختلف. يعرف جيداً اختياره، ولا يستسيغ الشكوى، ولا يفقد رباطة جأشه أمام ما يواجهه، ولو كان جحوداً، وهذه طبيعة الكبار. الكبير لا ينتظرُ جزاءً ولا شكوراً، ولا يشكو الضيم، ولا يندم لأنه لم يحصل على التكريم، ولا يشكو التهميش والنكران، ولا يمكن أن يخطر في باله أنه واقع في دائرة "الضحية".
نوعية نادرة من البشر، هو عبدالباري طاهر، لا هو متطلب يشعر الآخرين ب "ذنب" أحواله، ولا هو ذاك الذي يمُن عليهم، ويحمّلهم وزر حياة قررها هو وفقاً لندائه الداخلي وقناعاته.
ثمانون عاماً من الانجذاب لكل ما هو نبيل، وما هو جميل، وما هو عادل وإنساني، ويعزز مكانة الإنسان وينفع الناس.
ثمانون عاماً، ولم تفِل إرادته أمام قسوة الحياة، ولا غابت عنه الرؤى المتبصرة التي تمنحهُ الحكمة في أوقات أكثر مدعاة للجنون وفقدان العقل.
ثمانون عاماً من الكفاح الدؤوب لأجل مجتمع ينمو فيه الأفراد بحرية، مجتمع المواطنين الذي ينفلت من التمييز والظُلم، وتتلاشى فيه الكراهية وصراعات الغلبة وتكاليفها المُهلكة.
ثمانون عاماً، ولم تتمكن الحياة بكل أهوالها وتقلباتها من تعطيل بوصلة عبدالباري طاهر المنحازة للإنسان، وكل ما هو إنساني وجميل.
مثل هكذا إنسان لا يندم على شيء، لا يخسر أبداً من يختار طريقه بنفسه، منفلتاً من إملاءات الآخرين. لا يخسر، وإن خسِر، فهي كما يقول نيتشة، من الخسائر التي تبث في الروح سمواً يجعلها تمتنع عن الشكوى وتمشي في صمت، كأشجار السرو السامقة.
-تأليف الكُتب بين جيل الكبار المُلهِمين وجيل الشباب المتحمسين
لماذا لم تؤلف شخصيات مثل عبدالباري طاهر وأبوبكر السقاف وأحمد قاسم دماج كُتباً، مع أنهم أكثر من أثر في أجيال من اليمنيين، منذ منتصف القرن الماضي، وحتى اليوم؟
لا أحبذ طرح مثل هكذا سؤال في سياق ينتظر إجابة محصورة في ثنائية، تؤيد أو تعارض إصدار الكتب.
الأساس أن إصدار الكتب أمر مهم، لأجل حفظ أثر تطلع عليه الأجيال القادمة. لكن إصدار الكتب بحد ذاته ليس غاية.
لقد كتب عبدالباري طاهر وأبوبكر السقاف بغزارة، لكنهما، مثل كثيرين من جيل الكبار، لم يكونوا أسرى ل«سباق الإصدارات».
كان لدى كلٍ منهما ما يقوله، وكلاهما اهتم بأن يطل على قرائه وناسه، وفي الإطار الأوسع الجمهور بعموميته، باستمرار، من خلال الصحيفة، المجلة الدورية، الندوات، الجامعة، النقابة، النقاش العام.
أرى في شغف الشباب للإصدار حالة تستدعي الإعجاب والتشجيع، وهو ملمح لافت في السنوات العشر الماضية أكثر من العقد السابق، لكن عدم إصدار الكتب من بعض الكبار في الفترات السابقة، وبالذات في جيل السبعينات، ليس بالضرورة نكوصاً يميز شخصياتهم. لقد كتبوا وأطلوا وأثروا، وإن لم يصدروا كتباً.
يستحق الجيل الشاب بثقافته المتجاوزة والأكثر خصوبة كل تشجيع، ولكن عليهم أن يتعلموا من سير الكبار. لم يصدر سقراط ولا بوذا كتباً، مع ذلك هما أنموذجان لمعلمين صنعوا توجهات كبرى في تاريخ المعرفة والحياة.
هذه ليست دعوة لإهمال إصدار الكتب، بقدر ما هي تفهُم لحالات معينة أثرتْ الحياة الثقافية والمعرفية بكتاباتها، دون أن تخضع لزيف التفاخر بعدد الإصدارات.
الأشخاص الممتلئون بأنفسهم يمكنهم دائمًا فعل الأشياء حسب تقديرهم الخاص، لا وفق المقاييس التي يقررها الآخرون.
على الكاتب الشاب أن يتعلم من عبدالباري طاهر وأبوبكر السقاف وأحمد قاسم دماج، أن يبقى صادقاً مع طبيعته، وأن يدرك أن الحضور والتأثير والإبداع ليس مهرجانا احتفاليا لعدد الإصدارات في رفوف المكتبات والمعارض.
يتفوق الكاتب الشاب بإصدار الكتب، لكن ذلك وحده ليس كافيا، بل ويفقد الكاتب ما يعتقد أنه يكسبه بالإصدار عندما يتم ذلك بدافع الاستجابة لتحدي المنافسة، استجابة لما هو خارجه.
إذا كان الكاتب الشاب يحب أن يفعل الأشياء بطريقة معينة، عليه أن يتمسك بها، وأن لا يستسلم لإغراء اللحاق ب«المعرض».
تكتب سوزان كاين وكأنها تهمس بجملتها هذه في أذن كل كاتب وأديب شاب:
«إذا كنت تستمتع بالعمق، فلا تجبر نفسك على البحث عن الاتساع. كونك غير متحرك نسبياً بالمكافآت يمنحك قوة لا تحصى للسير في طريقك الخاص».
ثم ماذا بعد؟
هل أبعدتني فكرة إصدار الكتب عن عبدالباري طاهر؟
الأمر ليس كذلك.
عبدالباري طاهر من نوعية نادرة يطلق عليهم «المعلمون الكبار».
عبدالباري طاهر واحد من الكبار الذين يقدمون كل ما لديهم بهدوء ودونما تكلّف، وكأنّ حضورهم شيء طبيعي أشبه بالأكسجين.
عبدالباري طاهر واحد من هؤلاء المُلهِمين الكبار الذين يصفهم هنري ميللر في هذه الكلمات: "العظماء لا ينشئون مكاتب، ولا يفرضون رسوما، ولا يلقون محاضرات، ولا يؤلفون كتبا. الحكمة صامتة، والدعاية الأكثر فعالية للحقيقة هي قوة القدوة الشخصية. العظماء يجذبون التلاميذ، شخصيات أقل مهمتهم الوعظ والتدريس. هؤلاء هم الذين، غير أكفاء لأعلى مهمة، يقضون حياتهم في تحويل الآخرين. العظماء غير مبالين، بالمعنى العميق.
إنهم لا يطلبون منك أن تصدق: إنهم يكهربونك بسلوكهم. إنهم المستيقظون. ما تفعله بحياتك التافهة لا يهمهم. يبدو أنهم يقولون إن ما تفعله في حياتك لا يهمك إلا أنت. باختصار: هدفهم الوحيد هنا على الأرض هو الإلهام. وماذا يمكن للمرء أن يطلب من الإنسان أكثر من ذلك؟".