مصطفى راجح
كاتب وصحافي يمني
صحافي وكاتب يمني في عدد من وسائل الإعلام حول القضايا السياسية والفكرية والشؤون العامة وديناميات الصراع والتغيير
صحافي وكاتب يمني في عدد من وسائل الإعلام حول القضايا السياسية والفكرية والشؤون العامة وديناميات الصراع والتغيير
لديَّ شعور عميق أن أي كتابة لي عن الفنان علي عبدالله السمة سوف تختلط بإنحيازي له كفنان وشخصية تحمل هَمًا وطنيا وإنسانيا.
كان شعر العامية اليمنية في زمن الدولة الرسولية والطاهرية، وتحديداً الشعر الحميني الذي اكتمل كلَونٍ جديد، ثورة تجديدية في الأدب العربي، في رأي الدكتور عبدالعزيز المقالح.
كتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح "شعر العامية في اليمن" هو رسالة الدكتوراة التي حصل عليها عام 1979 من جامعة عين شمس، لكنه بقي شبه مجهول. لم تعاد طباعته، ولم يهتم الدكتور المقالح بالرجوع إليه، مع أنه أهم كتبه البحثية.
فيصل علوي فنان غير قابل لأن تُمسِك به، وتختصره بمقالة. ست مرات أضعه في طاولة الكتابة، ثم أتراجع وأكتب عن فنان آخر مؤجلاً فيصل إلى لحظة أخرى، أستجمع نفسي إلى درجة أكون قادرا فيها على الإمساك به.
لا أعرف فناناً آخر نجح في وضع الكلمة المثالية في صيغة غنائية وإيقاعية "كما هي"، ونجح مراراً وتكراراً في إعطاء صوت لملامح الروح المدنية الصنعانية كما فعل الفنان أحمد السنيدار.
هذا ليس مجرد فنان. الموسيقار فضل محمد اللحجي هو سيّد درويش الغناء اليمني. فنان وملحن ومُجدِد، والأكثر إبداعاً لألحان وأغانٍ جديدة في تاريخ الغناء اليمني، مع أنه لم يتجاوز الخمسين عاماً عندما توفي في نوفمبر 1967 برصاصة شيطان مجهول أرداهُ قتيلاً، ومعه أصاب جزءاً حميماً في جسد الفن الغنائي اليمني، وكتم أنفاسه في ذروة عطائه.
الشعوب مثل الأفراد تماماً، لها زمن طفولتها، ومراحل تتقد فيها روح الشباب وجموحه، وفترات هبوط وانحطاط تظهر فيها شائخة، وطاقاتها مستنزفة، وكل ما فيها آيل إلى النضوب والفناء.
الغناء اللحجي يبث فيك الفرح حتى لو كنت تعاني سكرات الموت. ينتَعك من رتابتك وجمودك، ويوقظ فيك نشوة تقلّب مزاجك 180 درجة، دفعة واحدة.
بعد أربعين عاماً ونيف من تأسيسه، بات واضحاً أن المؤتمر الشعبي العام قد انتهى ولم يعد لديه مُمكنات البقاء، أو فرصة العودة في المستقبل القريب.
قبل عدّة أشهر، تناولت منصات التواصل تقريرا غامضاً منسوبا لمركز بحثي مجهول في أوروبا، قدَّم نسبة مئوية للمُلحِدين في البلدان العربية، مرتبة تسلسلياً.
الأستاذ أحمد، وهذا هو لقبهُ، كأنه الأُستاذ الوحيد لا سواه، إنسان بقي قابضاً على معناه الإنساني من الشهقة الأولى بين يدي القابلة حتى النفس الأخير الذي أسلم روحه إلى بارئها ووضع جسده بين يدي الحفار.
بعد نصف قرن من كتابات جيل الروّاد عن فن الغناء اليمني القديم، لا يجد القارئ اليوم إضافات حقيقية في الكتابة حول الموسيقى اليمنية، عدا كتابات يومية لم ترقَ لما كتبه ذاك الجيل، وأبرزهم الفنان محمد مرشد ناجي، والدكتور محمد عبده غانم.
في اليمن فنانين ، كلما سمعت أحدهم ، تخيلت نفسك متكئاً في جلسة مقيل. الفنان محمد سعد عبدالله من نوع مختلف عن الصورة النمطية لأداء الفنان اليمني وأجواءه النفسية.
هذا المقال لا يهتم ب"المساعدة الذاتية"، التي تروّج لها كُتب التنمية البشرية ومدربوها المتكاثرون.
يتميّز الفنان محمد حمود الحارثي بكونه متفرداً في أدائه، وفِي التزامه وإخلاصه لفنه.
كنت أستمع للفنان محمد سعد عبدالله، وأنا ماراً بصنعاء القديمة، وهو يغني بصوته العذب: "يقرب الله لي بالعافية والسلامة، وصل الحبيب الأغن"، شعرت باليمن كلها تتكثف في نغمة صوته.
لا نمسك بالطابع الخاص لأي فنان من خلال الكتابة السيرية، والتتبع الخطي الزمني لأغانيه، والشعراء الذين ارتبط بهم، وكتبوا أهم أغانيه، التي ميزته وأشتهر بها.
الفن ليس شيئا خارجيا منفصلا عن روح عبدالباسط عبسي. فنّه ممتزج بروحه. لا يُغنّي بصوته فقط؛ تحسه يغنِّي بصوته وعيونه، قلبه وعقله، روحه وجسده. يغنِّي من كل خلية فيه. يُغنِّي من أوردته وشرايينه ونخاع عظامه. إحساس مُكثف يضغط كل ما فيه، ويختزله في نغمة صوته وأوتاره.
عرفت الفنان هاشم علي في وقت مبكر، وكنت حينها لا أزال في الإعدادية. شقته الشهيرة في عقبة تعز كانت مجاورة لمحل خالي عبدالملك الصراري. بعد ذلك بسنوات، في يوم ما من أيام الزمن الجميل، أخذني أخي أحمد إلى مقيله. كنت في أول ثانوي تقريبا، أقيم وأدرس في صنعاء، وأقضي الإجازة الصيفية في تعز.
تبعث الصورة القديمة شجناً عميقاً في النفس؛ حنيناً للحياة البسيطة، يمتزج بشغف الخيال عن أزمنة عتيقة فاتها التوثيق، وكانت الصورة فيها حدثًا نادرًا.
يسألك أحدهم: ماذا استفدت من القراءة؟ السائل هنا محكوم بوعيه ل«الفائدة»، يراها مجدية عندما تمنحك وظيفة جيدة، وضعا ماديا، شيئا ما في قائمة دارجة لا علاقة لها بالكتب.
مضت فترة طويلة وأنا أحاول الكتابة عنهُ، الكتابة عن عبدالباري طاهر، وكلما اقتربت، أجد نفسي أبتعد، وأتهيب الدخول إلى عالمه والإحاطة بأطرافه.
تاريخ الكتابة هو محاولات مستمرة لتجاوز الهوة الفاصلة بين الإحساس الحقيقي والنص المكتوب. كل المشاعر الحقيقية هي في الواقع غير قابلة للترجمة.
هذا الرجل كتاب من لحم ودم. لا يعلمك محمد المساح بكتاباته، فحسب، هو قبلها وبعدها يلهمك بذاته كإنسان. لم يعرف الزيف يوماً، هذا المساح المؤزر بأصالته وصدق شخصيته.
هنالك أشخاص يكتبون الشعر، وشعراء يحصلون على الجوائز، وشعراء يتم تكريسهم كأسماء رنانة، وشعراء يتم ترويجهم عبر أجندات وجماعات؛ كل ذلك لا علاقة له بالشعر. كثيرون بلا عدد يكتبون الشعر، لكن الشعراء نادرون.
أجمل رمضانات عشتها في صنعاء، أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، أيام الدراسة الإعدادية والثانوية.
الإبداع يستدعي لغة جديدة قادرة على استيعاب نبض الحياة، وما تمور به من معانٍ وتجارب. اللغة ليست حالة منفصلة عن الفكرة التي تحملها، ليست وعاءا محايدا، اللغة جزء متمازج مع ما تحمله من أفكار ومعانٍ وأحاسيس مكثفة بالكلمات والجملة والأسلوب.
"لا توجد كلمات غنائية أصيلة بدون ذرة من الجنون الداخلي". يطِلُ عبدالهادي السودي من بين هذه الكلمات، لكأنها كتبت فيه، وعن سيرته، وتفردهُ شاعراً، وعاشقاً، وصوفياً، وعلامة فارقة لِعصرهِ، وشاغلاً للأجيال من بعده.
علاقة الموشح الحميني اليمني بالموشح الأندلسي حازت، وما تزال، على اهتمام كثير من الباحثين، أغلبهم عرب وأجانب، إضافة إلى الباحثين والكتاب اليمنيين.
أول ذكر للشعر الحميني ورد عند الخزرجي الزبيدي "731هـ - 1331م"، مؤرخ الدولة 3الرسولية قبل 700 عام. وله كتابان: العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، والعقد الفاخر في تراجم أهل اليمن.
كُنا في مقيل صنعاني نستمع لأغانٍ يمنية، تُصنف كلماتها ضمن وصف يطلق عليه "الشعر الحميني"، فجأة قال أحد الحاضرين مستغرباً: لماذا لا تُدرّس الأغنية اليمنية والشعر الحميني، وتبرز مكامن جمال هذا الفن وإبداعاته؟ مضيفاً أن لا أحد يعرف شيئاً خارج اليمن عن الفن الصنعاني، والشعر الحميني.
لكل شخص مفتاح، أكان فناناً، أديباً، أو إنساناً عادياً. ومفتاح أيوب طارش هو البساطة. مفتاحه هو البراءة الصادقة. أصالة إنسان لا تأسره الأضواء، ولا تُفقِدَهُ الشهرة براءته وإحساسهُ التلقائي بذاتَهُ.
توصف منصات التواصل الاجتماعي بأنها جزء من "عالم افتراضي" تمثله شبكة الإنترنت، لكنها تكاد أن تزيح "العالم الحقيقي" جانباً، وتأخذ مكانه كمجتمع افتراضي يستقطب طاقات البشر اليومية واهتماماتهم.
هذا ليس ديوانا اعتياديا، كما قد يتبادر إلى ذهن القارئ؛ هذا منبع نغم يجمع كل أسبوع عدة فنانين، يثرون جلساته بأغانيهم ونغمات أوتارهم، وتعرض أغانيهم على موقع الديوان في منصات التواصل؛ ملتقى فني في واحد من أهم بيوت الفن في اليمن، لا في صنعاء فحسب.
محمد مرشد ناجي أكثر فنان يمني عرف إمكانيات صوته، وتعامل معها بذكاء. وهو نموذج الفنان المثقف، المُلِم بتاريخ الفن اليمني، وألوانه، وألحانه، وأشعاره ونغماته.
لا يكتسب القارئ ثراءً معرفياً كلما زاد عدد الكتب التي يقرأها. أن تقرأ كتاباً جيداً عشر مرات، أفضل لتطورك الشخصي من أن تقرأ عشرة كتب لا تلامس شياً داخلك. عدد العشرة هنا مبالغة لتقريب المعنى.
"الفنان يبتكر عالما آخر، عالما من ألوان وخطوط وظلال، عالماً من ضياء يهزم به الفقر والبؤس، ويعيد صياغة القيم والمعايير بخطوط ألوانه. الفنان يتجاوز القيود والقسر، وشبكات السيطرة كلها".
لن تكون قادرا على فهم عبد الكريم الرازحي لو نظرت له من زاوية واحدة. هو شاعر متفرّد، وله أسلوبه الخاص الذي لا يشبهه فيه أحد، ومتجاوز للشعر إذا ما أردت أن تحدده في إطاره، وتفهمه من خلاله.
" الرسالة الأخلاقية في عالم يفقد إنسانيته، جاءت من جنوب أفريقيا".
يسقط الفنان بالضربة القاضية إذا فقد إحساسه بذاته، وتقبل النسخة التي يتوقعها الآخرون منه، والآخرون هنا أمراء النفط وزمنهم الملتمع بكل ما هو بلاستيكي وزائف.
كل حياة، كل تجربة، فانية ويطويها النسيان، إن لم يلتقطها الفنان ويمنحها تذكرة مرور إلى الخلود.
في ليلة رأس السنة الميلادية فتحت كتاباً لمؤلف بريطاني إسمه «مات هيج»، ووقعت هذه الجملة في يدي وكأنها فال حسن للعام الجديد: "لا يجب عليك أن تكون في وضع مثالي لتشعر بالأمل. عليك فقط فهم حقيقة أن الأشياء تتغير".
الأدب والفن والثقافة والجمال هي تجليات للحياة، ومجال خلاق لإعادة الاعتبار للإنسانية لا للتنكر لها، وتبرير ما ينحط بها، ويفقدها ماهيتها وطبيعتها المحددة لها. لا يوجد شيء جميل في ذاته منفصلا عن الحياة، وعن الناس.
الجمهورية اليمنية بلد بحري أساسا، تمتد سواحله على مسافة تتجاوز 2500 كيلو متر على البحرين الأحمر والعربي، ويشرف على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، ويمتلك ما يقارب 300 جزيرة وجرف بحري. هذه حقيقة جغرافية وجيوسياسية لا جدال فيها.
تدمير بلد لا يكتمل إلا بتدميره في وعي أبنائه، وتبخيس تاريخه في مخيلتهم. تصفية الكيان الوطني لليمن «الجمهورية اليمنية» فعل يبقى ناقصا بدون تشكيك اليمني بنفسه؛ أنه سبب فشل بلده، وأن الخليجي أفضل منه.
بات واضحاً أن العالم قد دخل مرحلة ما بعد الإنسانية . يكفي أن تقرأ تصريح مثل هذا لتدرك إلى أين يتجه العالم :" قالت خارجية أمريكا أنها لم تجد أي أدلة على تعمد إسرائيل قتل المدنيين ، وأنها لا تعتبر ما تقوم به في غزة إبادة جماعية."
في قضايا الكرامة والحرية والاستقلال ، لا تقاس التضحيات بمعيار الربح والخسارة. قياس التكلفة يُحسب في المشاريع التجارية والعلاقات الاقتصادية ، لا في قضايا الأوطان. في التجارة لا جدوى من مشروع تزيد تكلفته عن عائداته. في كفاح الأفراد والشعوب تحت راية الحرية والكرامة ، والقضية عادلة ، تهون التضحيات في سبيل الحق والعدالة.
في الشاشة كان المشهد مروعاً بعد قصف طيران الكيان المحتل مستشفى المعمدانية في غزة. تتحدث الإحصاءات الأولية عن 500 ضحية في جريمة تمثل ذروة سلسلة متواصلة من حرب الإبادة ضد فلسطينيي قطاع غزة.
أعادت الانتخابات التركية عنوان الديمقراطية إلى واجهة العالم رافعةً من أهميتها وضرورتها وإمكانية نجاحها كنظام حُكم خارج جدران الغرب
هذا المقال استدعته إشاعة، ثبت زيفها. خبر رحيل الممثل السوري سلوم حداد أمس، الذي نفته وسائل الإعلام السورية، استدعى في ذهني ذكريات المسلسل الرائد "الزير سالم" وانطباعاتي عنه، والتأثير الهائل الذي تركه فينا مسلسل يرتقي إلى ذروة الإبداع في كل تفاصيله وأوجهه المتعددة.
أهم درس قدمه محمد عبدالله الفسيل لجيلنا هو روحه المتقدة التي لم يخمدها ثلثي قرن من الفعل العام الخلاق ، ولم ينهكها الزمن والعمر المديد . لا أحد بفعالية الفسيل كمناضل من الرعيل الأولى تجاوز عتبة المئة عام ، ولم ينطفيء حضوره سوى بموت جسده إكلينيكا قبل أيام في القاهره التي قضى فيها سنواته الأخيرة بعد أن أشتد به المرض. فعاليته هذه تتسم بالموقف الوطني النزيه ، وهي سمة أساسية ناظمة لحضوره عبر سلسلة زمنية عابرة للأجيال مثلتها سيرة حياته.
لو كان الفنان محمد عبده "سعودياً" بالفعل، وليس سعودياً وافداً، لما تجرأ بهذه الصفاقة على الإدعاء أنه أكثر إخلاصاً ل"الوطنية السعودية" من الفنانَين طلال مداح وأبوبكر سالم. عقدة "الوافد" قفزت من قيعان لا وعيه في مرحلة الخرف وكبر السن، مقدراً أنها لحظة مناسبة لفتح فمه أمام السعوديين، وتفريغ العقدة التي عانى منها الكثير.
كانت الحرب، وما تزال، صانعة النظُم والتوازنات. على وقعها تتشكّل موازين القوى، ومن نتائجها تصاغ القوانين والدساتير، وترسم خرائط النفوذ.
أمريكا تتحرك وتحفّز حلفاءها، وكأنّ شبح هتلر روسي اسمه بوتين يحلّق من جديد فوق أوروبا، فيما هذه الأخيرة تبدو باردة وغير متحمّسة لشيء. وحدها بريطانيا، التي غادرت الإتحاد الأوروبي، تجاري واشنطن في مخاوفها.
لا ضمانة للإنسانية غير إيقاظ التضامن والإحساس بالآخرين. بئر "ريان" استجلبت قلوباً بلا عدد إلى بؤرتها خلال الأيام الخمسة الفائتة، حيث طفل وحيد ومعزول عن العالم يواجه مصيره في الظلام.
أربعة أيام كانت أكثر من كافية لإعادة تذكيرنا بما يعنيه الإنترنت في بلد مثل اليمن، تكاد الحرب أن تُلقي به خارج الحياة والعالم
تعجّ دواوين البردوني بمئات الأسماء كأنّها خرائط لليمن. مدن وقرى، مناطق وقبائل، كُنيات وألقاب، مناطق وجِهات، أغاني ومهاجل، أعلام وفنانين، أمثال وعادات وشخصيات تاريخية.
التحالف أستهلك عبد ربه منصور هادي حتى الرمق الأخير وأحرقه تماماً ، ويريد أن يستثمر حتى مشاعر غضب اليمنيين نحوه ، بتوضيب تغيير يلبي إحتياجاته للمرحلة التالية.
تزامن ميلاد الفلسفة عند الإغريق مع ابتكارهم الألعاب الأولمبية، كسمتين مميزتين للحضارة اليونانية وفترة توهجها الخلاقة بكل ما هو معزز لرقيّ البشرية وتحضرها.
ثلاثة عقود ونيف في الحكم، ومات صغيراً. جعلته الجمهورية ملكاً غير متوج، وهو القبيلي العكفي المجهول، ومات منتقماً من اليمن بكلها، حاضرها ومستقبلها.
لا شيء يفوق الفن اليمني في قدرته على تقديم اليمن بتنوعها، وتراثها وثقافتها، وثراء وتنوع النّغمات المنبعثة من تجارب ناسها وأحاسيسهم.
يمن الستينات والسبعينات هو وهج هذه البلاد وشبابها حيث تجلى هذا الدفق بثورة وجمهورية في صنعاء ومثلها في عدن
استنجدت السعودية برامز جلال، والطابع الدعائي لبرنامجه الرمضاني، الذي كان حكراً على الإمارات، لتروّج لما تعتبره وجهها الجديد (هيئة الترفيه)، إذ يظهر متحدثا من الرياض، ويصوّر حلقاته في مدينة الملاهي الترفيهيه بالعاصمة السعودية. وفِي مقدّمة البرنامج ونهايته يعتلي تركي ولد الشيخ منصة رعاية البرنامج الأكثر تفاهة، والأكثر شعبية في رمضان.
كلما رحل اسم من الكبار ترتعش أوصال اليمن كلها، كأنها فقدت جزءا من تاريخها، جزء غير قابل للتعويض والتكرار، لا فقط كاسم ارتبط بتاريخ ومجال محدد، أو كمنجز شعري وثقافي وأدبي ومعرفي وعلمي بعينه.
هي حدث مألوف، وليست جديدة، ولا لأول مرة، لكن الإنتخابات الأمريكية لم تفقد رونقها ودهشتها، على الأقل بالنسبة لمجتمعات تعيش أزمة السلطة ولم تنجح بعد في إرساء قواعد لتداولها بطريقة سلمية.
صنعاء اليوم خضراء في إحتفالات إحياء مولد الرسول . أينما وليت وجهك تشاهد الأخضر ، وما الأخضر سوى رمزية لونية لهوية عُقدية وثقافية وسياسية تُصبغْ المدينة بلونها الواحد ، يراد لها أن تعكسها في لون واحد يمثل رمزية لونية لهذه الثقافة ، ويكون سمتها كمدينة.
دموع الفرح والانعتاق والفرج في وجوه أقارب الأسرى والمعتقلين والمختطفين، المفرج عنهم في صفقة التبادل، على اختلاف وجهاتهم، كانت ومضة خاطفة أضاءت الطريق الذي يمكن من خلاله فتح ثغرات في جدار الحرب القاتم.
ثورتا سبتمبر وأكتوبر أنجزتا هدفهما الرئيسي بقيامهما: الأولى أسقطت الطابع الطائفي عن سلطة الدولة وأقامت الجمهورية بدل الإمامة. والثانية أنجزت الاستقلال وتوحيد جنوب اليمن وإلغاء السلطنات.
إسرائيل والإمارات تبني القواعد الاستخبارية العسكرية داخل سقطرى في وضح النهار، وهذه ليست سوى مفردة واحدة من قائمة أهداف لها صلة بجزر يمنية استراتيجية مثل ميون وسقطرى وكمران، وبجانبها الموانئ والسواحل والممرات البحرية ومناطق الثروات النفطية والغازية، وهي كلها تحت سيطرة السعودية والإمارات، وستتوالى الاعلانات عنها كحصاد لسنوات من الاستنزاف والانهاك والقصف والهيمنة على الشرعية والمكونات السياسية والميليشياوية.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.