مقالات

عن خلاص سوري كان أشبه بالمستحيل!

24/12/2024, 10:27:25

"التفاؤل إستراتيجية لصنع مستقبل أفضل؛ لأنه ما لم تعتقد أن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، فمن غير المرجح أن تتقدم وتتحمل مسؤولية جعله كذلك".

تذكرت جملة المفكر الأمريكي ناعوم تشوميسكي هذه، بينما أتأمل انعتاق سوريا في تحول دراماتيكي لم يكن أحد يتوقعه.

ما حدث في سوريا لم يكن يخطر على بال أكثر المتفائلين. انسداد تام ترك سوريا مجزأة بين عدة مناطق نفوذ أشبه باحتلالات خارجية منها إلى دويلات. وفجأة ينقلب مسار الأحداث جذرياً، ويتقدم الثوار؛ ويسقُط أعتى نظام قمعي استمر أكثر من نصف قرن في أقل من أسبوعين.

عادت سوريا، وأعادت لنا الأمل بإمكانية انتصار ثورات الكرامة، وإعادة الاعتبار لإرادة الشعوب وطي صفحة توحش السلطة في بلاد العرب.

الدرس، الذي حاول المعادون لموجة التغيير أن يرسخوه، هو أن الفوضى والانهيار هما نتيجة الثورات، سقط في سوريا، وإن كان ذلك بعد ثمن فادح، وزمن أطالته دوافع متشابكة ومتناقضة التقت حول ضرورة إفشال ربيع العرب، وتحويله إلى كابوس طويل.

التحول الكبير في سوريا أعاد إلى ذهني تأملات عديدة حول مسار ثورات الربيع العربي ومآلاتها، والدروس التي يمكن الخروج بها من تقييم مرحلتها، وما تلاها من ثورات مضادة وحروب انتقالية.

كان الأمل قد صعد إلى ذروته في 2011، لكن النظام العالمي بكله وقف حاجزاً أمام العرب التواقين للكرامة والحرية، لا فحسب أنظمة الرؤساء المؤبدون وحلفاوهم الإقليميون.

أرادت الشعوب العربية أن تعبِّر عن رغبتها في الخروج من دوائر الطُلم والقمع والفشل، أن ترفع صوتها بالرغبة في الالتحاق بالعصر والدولة الحديثة، لكن أحقاد التاريخ كلها وقفت أمامها، وحولت الحُلم إلى كابوس.

وقفت كل الوحوش أمام العرب التواقين لأوطان تحفظ فيها كرامتهم وحقوقهم كمواطنين. كسروا موجة الربيع السلمية ولطخوا النموذج بالدم، وأطالوا الانتقام وحولوه إلى حروب متطاولة، هدفها الانهاك والاستنزاف، ومحو كل بريق لحُلم التغيير والحياة الجديدة في أذهان العرب.

أميل إلى إلقاء نظرة على هذا الماضي الدامي، أكثر من التحديق في مخاوف المستقبل بعد تمكن السوريين من اجتراح المعجزة: إسقاط أعتى نظام استبدادي عرفه العرب في تاريخهم المعاصر.

-السيطرة بواسطة "إطالة حروب الإبادة والتمزيق"

واجه نظام الأسد الثورة بالأساليب نفسها التي عُرف بها في فترتي الأب والابن: لا نظام عربي شبيه لوحشيته وعدائيته لشعبه.

نظرة عابرة على تاريخ سوريا المعاصر تخرج منها بانطباع أن من حكم سوريا هم "أعداؤها".

نظام الإبادة الجماعية هو من حكم سوريا، قبل 2011 وبعدها. إبادة سياسية واجتماعية وجسدية، منظومة السجون ذروتها فحسب.

لم تكن الإبادة كافية. كانت الحالة السورية نموذجاً لاستراتيجية تدمير الثورة والمجتمع عبر إطالة حرب انتقالية، رأس حربتها النظام، وتتحكم بها قوى إقليمية ودولية. لقد جلب النظام المستبد العالم كله ليشاركه حرب الإبادة ضد شعبه.

واجه الربيع العربي القوى العظمى عالميا قبل أن يواجه وكلاءها والأنظمة المدعومة منها. الدول الاستعمارية الكبرى تدرك جيدا معنى التحول الديمقراطي في العالم العربي والإسلامي، وهو تحول ستمتد تأثيراته إلى تغيير النظام العالمي بكله في نهاية المطاف.

كُسِرت موجة الثورة السلمية في كل بلدان الربيع العربي، وتم إغراق بلدان الربيع العربي بالدم، وبعدها جاء وضع “إطالة زمن الحرب” كوسيلة لتحقيق السيطرة، وهي إستراتيجية أُستخدمت في سوريا واليمن وليبيا والسودان من قِبل قوى إقليمية ودولية لتحقيق مصالحها، دون الحاجة إلى تحقيق نصر حاسم.

إطالة الحرب، وتعدد الدويلات ومناطق النفوذ تساعد القوى الإقليمية أو الدولية على تحقيق أهداف جيوسياسية محددة، مثل السيطرة على مناطق إستراتيجية أو الموارد الطبيعية، أو حتى التأثير على التوازن الإقليمي.

استمرار النزاع يسمح لهذه القوى بممارسة نفوذها، وبسط سيطرتها على المناطق المهمة دون الحاجة إلى تحقيق نصر عسكري واضح.

بدلاً من حسم النزاع لصالح طرف معين، يمكن للقوى الكبرى أن تفضل استمرار الصراع؛ لأنه يتيح لها فرصة الاستفادة من الأوضاع القائمة لتعزيز وجودها العسكري أو السياسي في المنطقة. وهذا ما حدث بالفعل في سوريا في الـ13 عاماً الماضية.

باختصار، إطالة زمن الحرب، وعدم حسمها، ليس بالضرورة دليلاً على عجز الأطراف الكبرى عن إنهاء النزاع، بل قد يكون إستراتيجية مقصودة تهدف إلى تحقيق مكاسب أكثر استدامة وتأثيراً من تحقيق نصر حاسم. وهذا ما دفع ثمنه السوريون، وبقية مجتمعات الربيع العربي، قبل أن تؤثر أحداث جديدة غير متوقعة في الساحة السورية باتجاه تمكين فصائل الثورة المسلحة على حسم الموقف وإسقاط نظام الأسد.

من هذا المنظور كان الحسم السريع وإسقاط نظام الأسد في أقل من أسبوعين، في الأسابيع الماضية، هو أفضل ما حدث في سوريا منذ 2011.

كانت المأساة ستعود بصورة أكثر قسوة لو دخلت سوريا في فصل جديد وطويل من الإبادة والبراميل المتفجرة، وقصف المدن.

هذه النهاية أنقذت سوريا من الأسوأ. وكل ما ظهر من تحديات بعد هروب الأسد يبقى أقل بكثير من احتمالات مرعبة كانت تلوح في الأفق، وتجنبتها سوريا بالحسم السريع للفصل الأخير من المواجهة بين الشعب السوري ونظام الأسد القمعي.

-آليات معادية للشعوب

هذه الحروب -سوريا وبقية بلدان الربيع العربي- لم تكن حروبا عسكرية فحسب؛ لقد كانت حروباً شاملة استخدمت فيها كل الوسائل.

نُفذت ثورة مضادة شاملة ومنهجية لتصفية أي أمل بالتغيير.

اُستخدمت الإبادة والإعلام والجيوش الإلكترونية والجماعات المتطرفة والطائفية. اُستخدمت كل الوسائل لتشويه كل قيمة تتعلق بالإنسان وحقه في الحرية والكرامة والانتصار لها، وتم الترويج لإزدراء كل من ينتمي لقيم أخلاقية ووطنية، وكل رمز وشخص يحظى بمصداقية، وعملت وسائل إعلام ومليشيات إلكترونية وإعلامية مموّلة على لوم الضحايا، وإقناعها أنها المسؤولة عن وضعها، والمسؤولة عن جرائم الثورات المضادة وأهوالها.

انتظمت، وما تزال، حروب إعلامية إلكترونية تُصرف لها مئات المليارات، هدفها ترسيخ دعاية زائفة ترى أن حُلم الشعوب العربية بأوطان تحترم كرامتها وحريتها وآراءها، وتراعي مستقبلها، هو أُمُّ الجرائم والمصائب كلها.

كان هدفهم، وما يزال، هو إدانة الربيع العربي، تجريم كل صوت ارتفع بهتافات الحرية والكرامة والعدالة.

استندت الآلة الدعائية إلى واقع الحروب المستدامة لتقول إن الخلاص لا يتم بتراجع الواقفين أمام إرادة الشعوب في الحرية والكرامة، وإنما بتوبة من آمنوا بأحلامهم؛ من رفعوا أصواتهم بنداءات الخلاص من الاستبداد والظلم، باقتلاع أي حلم بالحرية والعدالة والكرامة، وبإقناع الناس أن الأمل والحرية وحكم القانون والمواطنة والمساواة ذنب لا يُغتفر وضرب من الجنون.

لسنوات طويلة ومظلمة، بدت الأحلاف المناهضة لحق الشعوب في تقرير مصيرها وكأنها تُغْرِق المنطقة في مستنقع الحروب والخراب الكبير؟ وحالة الانقسام المستدام، والمحبط لكل أمل بالنجاة.

سيكون علينا أن نسترجع كل هذه اللحظات المأساوية المظلمة كي ندرك ما فعلته سوريا بنهوضها من بين الأنقاض. سنتذكر كل التفاصيل لندرك معنى أن تخرج سوريا من سجنها الكبير، وتحتفل بخلاص كان أشبه بالمستحيل.

فجأة، وخارج كل التحليلات والتوقعات، انقلب الحال في سوريا دراماتيكياً، وطويت صفحة نظام من أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ.

الأمل ليس تفاؤلاً سطحياً يتغذى على احتمالات النجاح، بل هو اختيار داخلي يتعلق بكيفية تعاملنا مع الحياة، مهما كانت صعوباتها.

لو كان الأمل مشروطًا فقط بالظروف الخارجية، أو بما نراه من نتائج ملموسة، لأصبح هشًا وعرضة للزوال مع كل انتكاسة أو تحدٍّ.

أحاول هنا الاقتراب من المزاج النفسي الذي تحرك فيه صناع التغيير في سوريا، بقدر ما أعيد تأكيد مبادئ فكرية لطالما آمنت بها في أصعب اللحظات الخاصة والعامة.

-شعار "العلمانية" وفلول "التشبيح"

خرج السوريون من نظام مرعب كان قانونه الوحيد هو مسح آدمية البشر وبث الخوف في نفوسهم.

بعد أسبوع من الوضع الجديد، بدأت مجموعات تتظاهر وتعبّر عن آرائها بعد 54 عاما من الصمت وبلع الألسن.

بينما لا تزال عائلات المعتقلين المغيبين تبحث عن آثار أحبائها داخل المقابر الجماعية، ظهرت شخصيات عُرف عنها موالاتها لنظام البراميل الأسدي، واستخدامه السلاح الكيماوي ضد مواطنيه، ترفع شعارات المطالبة بالدولة العلمانية.

هذا التوقيت يحتاج إلى التفريق بين نوعين ممن يرفعون هذه المطالب: من ينحازون فعليا لدولة مدنية علمانية، وكانوا جزءا من حراك الشعب السوري. والنوع الثاني: من يتدثرون بشعارات المدنية، حنقاً من سقوط نظام الخوف والرعب، وكثير من هذا الفريق كانوا يساندون سحق السوريين والتشبيح ضدهم.

ظهور شخصيات كانت بشكل مباشر أو غير مباشر جزءاً من أطراف النظام القديم، لا يمكن فهمه إلا في سياق محاولات إرباك التحول الكبير بعد سقوط نظام الأسد، ومحاولة لإعادة ترتيب الأوراق لصالح بقاياه.

هذا السيناريو محتمل، خاصة أن الأنظمة الاستبدادية غالبًا ما تمتلك تكتيكات معقدة لإعادة إنتاج نفسها بوجوه جديدة.

بعد عقود من القمع، قد يفتقر المدنيون السوريون إلى برامج سياسية واضحة، أو شبكات قادرة على إدارة المشهد بعد سقوط النظام، مما يتيح مساحة للقوى المعادية للثورة لاستغلالهم.

بالإضافة إلى ذلك، قد تدفع بعض الدول الإقليمية، أو القوى الدولية بعض الأطراف المدنية لتكون واجهة لسياسات لا تتماشى مع تطلعات الشعب.

هنالك عدة أنواع من المخاوف في سوريا؛ واحدة منها حول الإسلاميين، وأخرى أهم حول استخدام عنوان "العلمانية" من قبل الفلول، وكيفية تجنب أن يصبح ممراً لديكتاتورية جديدة تصادر المجتمع السوري.

المبالغات حول هيمنة "الإسلاميين" على رسم مستقبل سوريا، أقرب إلى بروباجندا الثورة المضادة أكثر منه تعبير عن مخاوف لها أساس حقيقي.

في سوريا، هناك خوف مشروع من أن يُستخدم شعار المدنية أو العلمانية كأداة من قوى النظام المنهار لتشتيت السوريين، وخلق مزاج من الانقسامات بين قواهم التي تقود التحول الديمقراطي.

سوريا مجتمع متنوع دينيًا وطائفيًا وقوميًا بشكل أكبر من مصر؛ لذلك فإن فرض رؤية واحدة قد يُفسر كإقصاء مباشر لأطراف كبيرة من الشعب، مما يعزز الفوضى.

-كيف يمكن التعامل مع هذه المخاوف في سوريا؟

أهم بند في جدول أعمال السوريين بعد سقوط نظام الأسد هو التوافق على إجراء حوار وطني شامل لإعداد الدستور الجديد المعبِّر عن كل فئات الشعب السوري، وقواه المتنوعة: "دستور جديد" يُلزم جميع الأطراف، بما فيها المدنيون والإسلاميون، بقبول التعددية وعدم الإقصاء، سوريا بحاجة إلى نموذج ديمقراطي يحتضن التنوع الديني والعرقي.

بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي يحتاج إلى ثقافة ديمقراطية تتجاوز مجرد الانتخابات. يدرك السوريون، قبل أي نصائح تأتيهم من الخارج، أن العمل على رفع الوعي بأهمية احترام الحقوق، وتداول السلطة، وضمان مشاركة الجميع، مبادئ أساسية لحماية سوريا الجديدة.

أهل مكة أدرى بشعابها، أما القوى الإقليمية، التي عارضت الديمقراطية في مصر، فربما تتخذ من هذه الشعارات والنصائح البراقة مدخلاً لتكرار السيناريو التدميري للثورات المضادة في سوريا.

لذلك، يحتاج السوريون أن يكونوا على وعي بالمصالح الخارجية، وأن يتجنبوا السماح لأي طرف خارجي بالتحكم في المرحلة الانتقالية، التي تعنيهم هم لا أولئك اللابسين رداء النُصح لشعب بقي أكثر من نصف قرن تحت مفرمة نظام الأسد دون أن يجد من يقول كلمة عن مأساته وعذاباته المديدة.

-القضية العادلة تنتصر.. المستبدون ليسوا نهاية التاريخ

قانون الحياة هو التغيير؛ ومن ينسى ذلك عليه أن يقرأ التاريخ جيداً ليقيس وهمه في ميزانه.

قراءة دورات التاريخ تطلعنا على المآلات المتكررة المرتبطة بأوهام نهاية الحراك الإنساني لصالح نظام قمعي، أيديولوجيا أو قوة معينة.

قراءة التاريخ ليست مجرد استعادة للماضي، بل هي مرآة تنبهنا لحدود القوة الغاشمة، وهشاشة أي منظومة وحشية، أو فكرة تعتقد أنها الأبدية.

أتذكر مقالة للكاتب السوري جمال منصور، بعد حضور بشار الأسد القمة العربية لأول مرة بعد سنوات الإبادة، حينها لخّص جمال الرسالة الرمزيّة الفعليّة لمشهد القمة العربيّة بأنها كانت مُرسلَةً إلى الشعوب العربيّة بالدرجة الأولى:

«ها هو 'ربيعكم العربيّ' قد تمّ دفنه بصورةٍ نهائيّة. لقد أعدنا عقارب الساعة إلى الخلف، وسنبقى نحكمكم مهما حصل. حتى من يُوغلُ منّا في الجريمة، كما فعل بشار الأسد، مكانه محفوظ بيننا. هذا نادينا، نادي الحُكّام المطلَقين؛ نختلف فيما بيننا، نتصارع، نريد إسقاط واحدنا للآخر؛ لكننا في النهاية متضامنون متكافلون؛ لأنّ مصالحنا أهمّ من أيّ اعتبارات».

لم يمضِ وقت طويل قبل أن يقول السوريون كلمتهم. لا. لن يحكمنا الأسد. نظام البراميل والسلاح الكيماوي، والمقابر الجماعية ليس قدرنا النهائي.

انتصار الثورة السورية ذكرني بشرارة الربيع العربي، التونسي بوعزيزي.

كما النسمة الرقيقة التي تحرك غابة كاملة، كان احتجاج الشاب التونسي البوعزيزي بدمه ومصيره.

هذه النسمة لم تحرك ثورات الربيع العربي فقط، وإنما حركت بجانبها وفي متوالية هندسية كل أشجار الغابة، وأطلقت عاصفة لا زالت تدور رحاها حتى اللحظة.

دوامة أحداث أطلقها بوعزيزي كحدث مؤسس للقرن ال21، بدأت بتفجير النظام الرسمي العربي المضغوط بالديكتاتوريات الوراثية والبنيات الطائفية والعشائرية والأوليجارشية التابعة للنظام العالمي المهيمن والمافيات الدولية الدائرة في فلكه، ومازالت متوالية الأحداث مستمرة حتى اللحظة، ولن تقف عند عتبات النصر المتوهم لمخازن الأنظمة المتفجرة وشظاياها وحلفائها الإقليميين والدوليين في الحروب الانتقالية.

انتصر السوريون ليقولوا لنا إن القضية العادلة لا تموت. إنّ آهات المظلومين لا تبددها غارات السلاح الكيماوي. إنّ إرادة الحرية والكرامة تنتصر في النهاية.

مقالات

كيف عزز النصر السوري حضور تركيا

في السنوات الأخيرة، عززت تركيا حضورها كقوة إقليمية تسعى إلى لعب دور محوري في إعادة تشكيل التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.