مقالات

هكذا تكلم المناضل صاحب "اللستة"!

09/10/2024, 16:48:56

في اليمن، يتعامل البعض مع الحرية بالمسطرة التي تحددها تحيزاته.

ما يمنحه لنفسه يمكنه أن يمنعه عن غيره بكل بساطة، بل الأدهى إضفاء طابع أخلاقي للمنع!

لا فرق بين مثقف، كاتب، صحفي، أو شخص لم يقرأ حرفاً في حياته.

اكتب عن القضية الفلانية والمسؤول الفلاني والطرف العلاني تحديداً، ذلك أمر مقدّس، ويمكنك أن تحظى بتصفيق عالٍ. لا تكتب فحسب، اشتم كل من تجده في طريقك واشمل بعنايتك كل أفراد العائلة، إلعن واتهم، ويمكنك أن تدعو إلى القتل والتصفية، هو حقك الذي يجب أن تحوزه بلا أي سقف أو مسؤولية، المهم أن يكون ما تكتبه مرضياً للشلة التي تنام وتستيقظ على شعارات الحرية والمساواة والقيم الأممية!

طالما أنت تقوم بتأدية دورك داخل هذه الحدود، فأنت مناضل حقيقي حتى لو صادفت شوكة في الطريق تعمّدت السير عليها، وجب التضامن معك!

هناك "لستة"جاهزة للتوقيع والتضامن، يتم فيها تغيير الاسم والقضية فقط مع الاحتفاظ بالجمل والمفردات الخشبية نفسها. 

المهم أن تكون جزءا من الشلة، ويجب أن يكون عدوك الأول والأوحد جماعة سياسية معيّنة، يمكنك أن تختلق أي شيء ضد هذه الجماعة و"اللستة" جاهزة.

هذا ليس تعبيراً عن الكراهية، بل أيضاً لأن الأمر يُدِر أموالاً من جهات "صديقة" تنفق بسخاء لأجل هذا منذ أن كان الحوثيون على تخوم العاصمة وما قبلها.

لكن حذاري أن تكتب عن تلك القضية التي تمس صديقي القائد، إن لم يكن صديقي فهو قضيتي وانتماءئي ووطني الكبير وعالمي، وكان أمل التحرر الوطني والقومي وصولاً إلى أقاصي الحرية!

لا يهم إن كان يمارس عمله بالمخالفة لقواعد وظيفته، كما أن انتقاد سلوكه يصبح تحريضاً، هذا قائد فوق النقد ويجب أن يظل كذلك!

الرجل لديه خصوماته، عليك مراعاة هذه النقطة، فهو يجابه أعدائي، ولا بأس أن يفعل ما يشاء. لو كان قائداً عسكرياً آخر لسلخناه كما نفعل كل يوم، لكنه صديقنا ومصالحنا هناك بالقرب منه!

لقد كان "كريماً" للغاية، ثم إنه كان "رفيقا" هذا كل شيْء، ويجب أن تصمت. 

اصمت عليك اللعنة أيها الإرهابي، أنت تريد النيل من بندقيتنا الأخيرة!

قائمة ممنوعاتي كثيرة: لا تتناول صديقي الكاتب، الذي تورط بسرقة حقوق فكرية، وكان بوقاً للمليشيا، لا تقترب من قائد الحزب الذي صفق للانقلاب، ولا تمس أصدقائي الذين يضجون نهاراً ضد السلطة ثم يسهرون في فراشها ليلاً!

هم أحرار إذا فعلوا، إنهم أصدقائي، وهم بنظري مناضلون كبار!

نحن نتعامل مع العسكر باعتبارهم رمزا لسلطة العجرفة، لكن هوّن عليك يجب أن تفتش في الهوية أولاً. 

ومع أن العسكر لا يجب أن يكونوا جزءاً من أي انحيازات سياسية، لكنهم حين يكونون  من "أصحابنا المناضلين" فلتذهب شروط العسكرية إلى الجحيم!

اكتب عن جيش المعلّمين، هذا جيّد، العنهم حتى آخر جد، قل إنهم إرهابيون، ولا بأس أن تقف مع الإرهابيين الذين يدعمهم "أصدقاؤنا" لقتلهم وتصفيتهم!

إنهم معلّمون أفسدو الجيش الذي هرب من المعركة!

لكن يجب أن تقف احتراماً لصاحبنا "المعلم" المناضل ابن "التنظيم والحزب"، يجب أن يكون قائداً عسكرياً كبيراً، لا بأس أيضاً أن يكون قائداً للواء بديلاً للقائد الذي أزعجتنا تصرفاته في ظرفٍ ما، وكان يسيء لسمعة اللواء!

بالنسة لنا، نحن المناضلون اصحاب" اللستة" : هناك جرائم واضحة لا يجب أن يكون فاعلها هو القاتل الفعلي، بل يجب أن تبحث لها عن قاتل آخر!

هناك جرائم قتل وتصفيات واغتيالات ذات طابع سياسي لا يجب أن نبحث فيها عن القاتل الحقيقي، وعليك أن تضع لها أي إجابة بسيطة وساخرة، مثلاً: الجماعة يصفوا أصحابهم!

أما إذا كان الفاعل جهة تشهر نفسها بالعصابات وجماعات المرتزقة الدولية، فالأمر يستحق إشعال الليالي بنخب الفرح، ولا بأس من قبض المقسوم!

افهم: ليس لائقا بالقائد أن يقتله شقيقه. لا يجب أن تكون نهايته كذلك. هذا قائد لا يجب أن يكون لديه مشاكل عائلية، هو ليس بشراً بالنسبة لنا، وليس جديراً به أن يبدو هكذا: شخص حافظ على صداقته مع جميع رفاقه، لكنه لم يكسب قلب شقيقه!

اللعنة على هذا الحظ السيِّئ. 

حتى الأقدار أربكتنا!

المهم أن صديقنا القائد لا يجب أن يموت بهذه الطريقة. اطلق لخيالك وغرائزك العنان. من هو الشخص الذي تليق به هذه الجريمة؟

اممم، وجدتها: هل تتذكر ذلك الكاتب والصحفي والصحفية والناشط، الذين كتبوا عن صديقي القائد؟ يجب أن يدفعوا ثمن محاولتهم الاقتراب منه. إنه قائد متعالٍ، متسامي، مقدّس، أطلق الرصاصة الأولى، حين كنا نطلق القهقهات الأولى ابتهاجا بالحوثي في صنعاء، ونرحب به كقوة فتية!

هؤلاء يتبعون ذلك الحزب اللعين، ولقد خاض القائد "الرفيق" صراعاً في مواجهة هذه القوى الرجعية. إذن لقد كانوا جزءاً من مؤامرة هذا الحزب.

ليس مهماً حقاً إن كان هؤلاء متحزبين أصلاً، إن لم يكونوا فلا يجب أن نضعهم خارج تصنيف آخر. هذا التزام!

على هؤلاء اللعنة. يجب أن يكونوا في السجن، بل يجب تصفيتهم. هؤلاء تورطوا حتى في الكتابة عن "أصدقائنا" الذين ينفقون علينا. هُبّوا أيها الذباب، لا تتركوا أحداً من ذويهم خارج هذه الحلبة. لا تتركوا طفلاً أو امرأة. تحرّوا عن منازلهم، ولا تمنحوهم لحظة للراحة. نحن سنكمل الجزء المتبقي لا تقلقوا. سنلعب لعبتنا التي لن يتخيّلوها. لدينا أدواتنا ونفوذنا. 

في المكان نفسه، الذي طرد منه "أصدقاءنا" الرئيس السابق، سنحاكمهم. من المكان عينه ، الذي كان مسرحاً لمئات جرائم القتل والاغتيالات والإخفاء للدعاة والناشطين والسياسيين، سنشعل أكبر حملة سخرية من القضاء والعدالة، وسنلاحق قتلة العميد!

- سيدي امين عام الحزب: عذراً، قاتله وبقية المتهمين موجودون في الحبس، ومحاضر التحقيقات التي سرّبناها تقول إنه اعترف بقتل شقيقه، و"أصحابنا" قبضوا عليه متلبساً بالجريمة في المنزل.

اعترف أيضاً في محاضر التحقيقات أن سبب إقدامه على هذه الجريمة هو الإهانات التي كان يتلقاها من شقيقه بين الناس، ومنعه من حمل سلاحه. ربما هناك أسباب أخرى شخصية لا نعلمها.

الأمين العام يشتاط غضباً: هذا هراء.. أنا متاكد أكثر من شقيقه أنه قتله لسبب محدد.

سجلوا هذه من فضلكم على لسان شقيقه في المحضر: أخي باع تعز للإمارات، كما قال المحرِّضون، ولهذا قتلته!

- هل تعتقد أن هذه القصة ستمُر؟

الأمين العام: يجب أن تمُر. بأيدينا أن نفعل كل شيء. ألا ترى كيف استطعنا صناعة قصة جرت على كل الألسن، وتمكنا من التلاعب بها طوال 4 سنوات؟

هل تشك في قدرتنا، وفي قدرة "أصدقائنا"؟

- لا أشك في قدرة "أصدقائكم".. مع أنني أشك في قدراتك العقلية منذ أصبحت أميناً عاماً للحزب!

مقالات

عن شعر يمني جدد الأدب العربي

كان شعر العامية اليمنية في زمن الدولة الرسولية والطاهرية، وتحديداً الشعر الحميني الذي اكتمل كلَونٍ جديد، ثورة تجديدية في الأدب العربي، في رأي الدكتور عبدالعزيز المقالح.

مقالات

العلم يخسر والحرب تربح

أتذكر، في أول يوم دراسي ذهبت فيه إلى الجامعة، أن أحد الدكاترة العرب، حسام الخطيب (سوري من أصول فلسطينية)، سألنا ونحن في قاعة الدرس: هل تعرفون على ماذا يقوم العلم اليوم؟ وكانت الإجابات متفرّقة وعميقة أحياناً، إلى أن قال أحد الطلاب: يعتمد العلم اليوم على الأبحاث العلمية، التي يقوم بها أساتذة على درجة من التفوق، وينشرون هذه الأبحاث في مجلات وكُتب صادرة عن مراكزهم البحثية، التي يعملون فيها..

نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) خاصة بنا. بمواصلة تصفحك لموقعنا فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) وعلى سياسة الخصوصية.